جاري تحميل ... الرديف الإخبارية

أخبار عاجلة

ام الحلسقصص تراثيةقصص من التراث الشامي

حكايات وشخصيات من تراث الشامية (أم الحلس)

 



حكايات وشخصيات من تراث الشامية  (أم الحلس)

.

من كتاب حكايات وشخصيات من تراث الشامية 

العيد ايام زمان

(أم الحلس)

عند حلول ليلة العيد والتي تسمى ( ام الحلس) تنشغل العوائل بإعداد مستلزماته والتي غاليا ماتكون بسيطة كبساطة الناس في تلك الايام إذ تقوم العوائل وقبل ايام بشراء قماش البازة لعمل دشاديش لاولادهم   وكانوا يشترونه من طيبي الذكر محمد علي السماوي ومحد علي شربه وعبد الجليل العيسى وحجي مهمدي المرزه وغالبا مايكون ذلك القماش مخططا ومقلما ويعطى للخياطين   ومن أشهرهم  في ذلك الوقت شيخ طاهر وكاظم غضب وكدر وكمال وعباس السقا وعليوي الدلال وعزاوي وان  من يستلم دشداشته في ليلة العيد يضعها تحت (مخدته)وسادته استعدادا لارتدائها صباح العيد وكذلك يتوجه الاولاد لحلاقة شعر رؤوسهم عند الحلاقين المشهورين ومنهم  الحاج كاظم كصاد  والحاج سلمان عثمان والحاج رشيد  وعبد الحسين ابو (الدويج)وحلاق الشيوخ الحاج عباس محمد سعيد والحاج خليل وولده الحاج عبد زيد خليل، وفي تلك الليلة يكون الازدحام شديدا على الحمام الوحيد في الشامية ويكون الدخول  حسب الاسبقية حيث يقوم عوفي ابن (الحممجي)  بتسجيل الأسماء وفي تلك الليلة تقوم الأمهات بعجن الحناء الذي نشترية من حجي وهاب وعبد النبي  وعبد الرزاق الاوسي وعبد الزهرة عباس حيث تقوم الامهات بحناء شعر البنات وأيدي  والاولاد وغلق أكفهم بقطعة قماش حتى لا يسقط الحناء عند النوم بعد جفافها وحتى الرجال وكبار السن يقومون بوضع (لطخة) من الحناء على راحة ايديهم فيما تقوم الام (بلبخ) شعرها به وتسهر العوائل الى الصباح لغرض عجن (الكاكول) الكليجة وفي الصباح تتم عملية شوائه في التنور ولما لم يكن هناك قالب لتقطيع الكليجة فقد كانت والدتي تستعمل (الاستكان) لهذا الغرض وبعد خروجه من التنور يكون طيبا وهشا ولكن وبعد مرور اقل من ساعة فانك تحتاج الى سكين لتقطيعه والسبب طبعا قلة استعمال الزيت لقلة ذات اليد وفي الفجر تقوم العوائل بصناعة (البحت) والذي يتكون من الرز والحليب وتتسابق العوائل للحصول على الحليب من صاحبة الجاموس المشهورة (كافي ) وقريبتها (لولة) ويضاف الى البحت السكر وزيت الحيوان (الزبد) وكانت والدتي مشهورة بصناعة البحت وكان كل الجيران ينتظرون منها (بلم البحت) الطيب وغالبا مايكون الفطور هو القيمر والشاي السيلاني الذي تفوح منه رائحة عطرية وكنا نشتريه من السيد عباس القزويني . وفي صباح العيد تبدأ الزيارات بين الاقارب إذ يتوجب على الولد اذا كان يعيش في بيت منفرد ان يزور والده (ويعايده) والاخ الصغير يزور اخاه الكبير فيما يقوم أغلب أهالي الشامية في صباح العيد بالتوجه الى البيتين الكبيرين بيت السيد صاحب الشرع وبيت السيد تقي القزويني حيث يقدمون التهاني لهما كونهما عالمين جليلين . وفي ذلك الصباح يخرج عبد حسيني ويدور في أحياء الشامية وهو يضرب على طبله وينفخ ببوقه وكانت الناس تعطيه العيدية سواء كانت نقود أو كليجة وجكليت

ويتوجه الاولاد والبنات بعد ان يأخذوا عيديتهم الى (المراجيح) وهي (مدن) العاب بدائية مصنوعة من جذوع النخيل حيث تركب الاولاد والبنات عليها ويقوم صاحبها بدفعهم يدويا وبعدها يتوجه الاولاد الى الساحة الفارغة  والتي بنيت عليها الان بناية النادي الرياضي حيث يستأجر الاولاد الحمير التي تأخذهم للقنطرة (البيضة) وتعود بهم وعندها (تخلص) العيدية وبها ينتهي العيد اما الشباب فيذهبون للديوانية لمشاهدة احد الافلام السينمائية وتناول (المشكًَل والكص) هناك .

وفي اليوم الثاني يتوجه ابناء الريف الى الكوفة حيث مهرجان (الجوبي) والذي يقام في الساحة التي تقع مقابل مستشفى الفرات الاوسط ويقوم شباب الريف بالانتظام في صفوف طويلة ومرصوصة حيث يعزف صاحب (المطبج) ويرافقه المغني الذي بالاهازيج الجميلة ومنها (يم ثوب أحمر تانيني وهاج العصه وطكيني) واهزوجة اخرى تقول (يا ربي بس مطرها وبلل درب محبوبي)وكان اغلب الشباب يواعدون حبيباتهم هناك حيث يتم تبادل الهدايا مثل امشاط الخشب والمرايا الخشبية والمناديل الملونة والمعطرة. وغالبا ما ينتهي هذا الحب بالزواج

كان الأولاد ينتظرون أيام العيد بفارغ الصبر لانهم يحصلون على أشياء جديدة لم يكن يحصلون عليها في الأيام العادية

وكل عام وانت بألف خير

.

اتركوا تعليق على المقال: ننتظر تعليقاتكم....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *